أحيت الفنانة الملائكية ماجدة الرومي يوم السبت، حفلا غنائيا مميزا في مجمع "البيال"، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، هو الأكبر والأهم من نوعه من حيث الضخامة والتقنيات المستخدمة فيه، حيث بلغت تكاليفه أكثر من مليوني دولار أمريكي، وقد استغرق التحضير للحفل قرابة الأربعة أشهر.
"اهدي هذه الامسية لارواح
الشهداء الابرار"
وعلى الرغم من ضخامة الحدث والتقنيات التي استخدمت فيه، وعلى الرغم من أن عنوانه كان "للحب والسلام"، وعلى الرغم من أنها قدمت أربعة أغنيات جديدة تغنيها للمرة الأولى فيه، لم يلتفت بعضهم لكل ذلك، وكان جل همهم تسييس موقف ماجدة وتحليل عبارتها التي حيت من خلالها الحضور، فجاءت العناوين: "ماجدة غنت للحكومة" أو "ماجدة تعلن ولاءها لسعد الحريري او لـ 14 آذار"، ربما لأن الداعي لهذا الحدث هو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والمناسبة عيد ميلاد والده الراحل رفيق الحريري. والمتابع لحديث الفنانة ماجدة الرومي في أكثر من محفل ومناسبة يستشف منه أنها تنادي بلبنان ككل، بوحدته، وسيادته، واستقلاله، وبأنها إن غنت فهي تغني للبلد، وليس لرموزه، وتؤمن بأن الفن صوت جامع للكل.
وتَميّزت الامسية الغنائية الممسْرحة التي تم تحضيرها على مدى نحو شهر ونصف الشهر بعروض إيماء من الفنان فايق حميصي وعشرات الاستعراضات الصورية الثلاثية البُعد، كان الابرز فيها "إطلالة" الرئيس الشهيد على الحضور عبر مجسم ثلاثي البُعد بتقنية هلوغرام، إضافة الى عزف موسيقي منفرد أحيته الفنانة الرومي بمشاركة أكثر من 110 عازفين من الموسيقيين اللبنانيين والاجانب
وماجدة التي أبدعت في أدائها، قدّمت 17 أغنية من بينها "نشيد الشهداء" (نشيد خاص بشهداء لبنان) استهلتها بأغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" واختتمتها بـ "نشيد" بيروت يا ستّ الدنيا.
وقالت الرومي في كلمة لها: "اهدي هذه الامسية لارواح الشهداء الابرار خصوصا للرئيس الشهيد رفيق الحريري" وخاطبت الرئيس سعد الحريري بالقول: "اقول هذا ليس لانك موجود معنا بل لاكثر من ذلك، فنحن ككثيرين غيرنا احترقت قلوبهم لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الاستشهاد وحد لبنان واللبنانيين. لقد كان يوما مجيدا في تاريخ لبنان، وسنبقى اوفياء لكل الذين استشهدوا قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعده ولا سيما شهداء الجيش اللبناني الابطال"، مضيفة: "اليوم من خلال ما يحصل، يريدوننا ان ننسى شهداءنا من خلال الانقسام الحاصل بين اللبنانيين، لكن انا وكثير من اللبنانيين لن تهون علينا يوما دماء الشهداء، ولن نقبل ان يبقى الشعب اللبناني مشروع استشهاد دائم كلما ارادت دولتان ان تتقاتلا في لبنان. ومن هنا وفي هذه الامسية، اعلن امام جميع وسائل الاعلام، ولائي التام لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وللرئيس سعد الحريري"