حسنة لله يا محسنين"
هذه العبارة كانت ترددها امراة اثناء تجولها في شوارع مدينة الناصرة عشية
عيد الاضحى مرارا وتكرارا، فنراها تتجول من شارع الى اخر وتطلب الصدقه من
كل مار في الطريق، وتردد عبارات اخرى حسب الوضع والظرف، وابرزها :"الله
يخليلك شبابك" طبعا اذا كان المار شابا، "الله يخليلك اولادك" اذا بدى
عليه انه متزوج، "الله يبعتلك ابن الحلال" اذا كانت صبية في مقتبل العمر،
والعديد من العبارات، طبعا كل حسب وضعه ومقامه فعبارة اخرى يجب ذكرها
"الله يوفقك يا باشا" اذا كان الشخص يرتدي الملابس الجميلة التي تعطيه
الهيبة وتدل على كثرة النقود معه حسب اعتقادها ويستدل ذلك من طريقة تصرفها.
فتجربتها من خلال طلب الصدقة اصبحت واضحه، واصبح طلب
الصدقه عملا لها تسترزق منه، تقصد البنوك فيه فتقف امام البنك ما دام شخصا
واحدا فيه لعلها تحصل على شيء من جيبه محاولة اقناعة بالدعاوات الكثيرة
التي تمطرها عليه، وكم يدهشك هذا الشيء حين تراها كل يوم في اماكن عدة،
وفي ساعات مختلفة، واذا اعطاها شخصا قطعا نقديه من فئة اغورات ترفض وتقول
"شو بدنا نساوي بهدول"، لكنها ترضى وتمدح وتبارك الاشخاص كلما ازاداد
عطائهم لها، لكن يبقى السؤال مفتوحا هنا، هل انقطعت الأعمال ولم تجد هذه
المرأة طريقة افضل للعمل والحصول على النقود فيها؟ وهل بالفعل هي بحاجة
الى كل هذه النقود التي تجبيها كل يوم من المارة؟