مقدم احمر بالخط العريض: أنا جريء ولست وقحاً..

عرفناه
وتابعناه معدّاً لأبرز البرامج السياسية العربية، "كلام الناس"، عبر محطة
LBC.. لكنه فاجأ الجميع، وربما نفسه أيضاً، ليس بتحوّله الى مقدم
تلفزيوني، إنما بالعنوان المثير لبرنامجه الأسبوعي "أحمر بالخط العريض"،
وبالمواضيع الشديدة الحساسية والجرأة التي قاربها بها والتي تكاد
بغالبيتها تلامس حدود... التابوهات. فمن يضع "الخطوط الحمر" لمالك مكتبي
في برنامجه الجريء، وكيف يجرؤ على تجاوز كثير من المحرّمات الاجتماعية
وعرضها على العلن؟ أسئلة "حمراء" حملتها "سنوب" الى مالك، فلنقرأ ما
أجاب...

ربما تكون لعبة
الألوان خدمته في برنامجه الأسبوعي "أحمر بالخط العريض"... فاحمرّت العين
عليه من الفضائيات التي حاولت تقليده واستنساخه... مع مقدم البرنامج
والمشارك في إعداده، مالك مكتبي، الذي سطع نجمه... كان لنا هذا اللقاء
"الأحمر"... بلون برنامجه.

"أحمر بالخط العريض"، برنامج تخطى "الحدود الحمراء" في موسمه الجديد، فما ردك؟

[size=12]أريد هنا أن أتوجه بتساؤل رداً على هذا السؤال: ما هي الخطوط الحمراء، ومن يحددها؟ المجتمع والناس.. يكون أمر يشكل خطاً أحمر بالنسبة إليك، لكنه لا يشكل الأمر ذاته بالنسبة إلي.

لكن بين الجرأة والوقاحة... شعرة؟
أنا جريء ولست وقحاً.

من يحدد هذا الأمر؟
بالنسبة
إليّ أجد أن تعبير "الخط الأحمر" مطاط. و"الخط الأحمر" الوحيد في برنامجي
هو كرامات الناس. وأي شيء يمسها هو وحده ما يوقفني ويردعني.. وعدا ذلك،
النقاش مفتوح على كل الأمور.

لكن ما يمكن اعتباره جرأة في لبنان مثلاً، قد يكون خطاً أحمر في الدول العربية؟
لذلك، بدأنا الموسم الثاني من البرنامج بحلقة خاصة عن الخطوط الحمر في العالم العربي، ومن يحددها... حيث نعرض النقاش لكل المحاور.

كم يستغرق إعداد الحلقة بشكل عام؟
قد يستغرق إنجاز حلقة لا تمتد لأكثر من ساعتين على الهواء، شهوراً عدة.

ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم في إعداد الحلقات؟
كثيرة،
إن كان في إقناع الناس بعرض تجربتهم عبر الأثير، أو لجهة العقبات على
مستوى الإنتاج لتصوير التقارير في العالم العربي، في حالات يتم تجهيزها
مسبقاً.. وغيرها وغيرها الكثير من التعب والجهد، قبل أن يعود فريق العمل
الى لبنان لمنتجة التقارير والدخول في "دوامة" جديدة. لكنها في النهاية
تعود علينا بالمتعة، خصوصاً بعد ظهور الحلقات على الهواء، وتلقّي ردود
الفعل الإيجابية

ولماذا تفترض أن ردود الفعل كلها إيجابية؟

مقدم احمر بالخط العريض: أنا جريء ولست وقحاً.. Llle

قد وصلنا الى اماكن
قد لا تخطر في بال أحد

لأن
معظم ما وردني منها كان إيجابياً. حتى الانتقادات السلبية لم تصل الى حد
التجريح. ولا أنكر أني أشعر أحياناً بالحزن إذا خلت ردود الفعل من
الانتقاد، لأني أحب أن أعرف ثغرات البرنامج، إذا وُجدت، أو الإشارة الى
نقطة سلبية معينة يمكن أن أعمل على تحسينها، وتلافي الوقوع فيها مجدداً.

من يعنيك سماع رأيه في الحلقات؟
مالك مكتبي، لأني أنتقد نفسي كثيراً، وهذا ما يزعجني أحياناً، فأنا قاسٍ جداً على نفسي.

بكل جرأة، ما هو عيبك الذي يمكن أن تنتقده... وتطرحه مادة لبرنامجك؟
لا شك في أني أحمل عيوباً كثيرة، لكني أحاول ألا أضع نفسي "مادة" في البرنامج، كي أكون حيادياً.

قلت لي إنك تحاول أن توصل رسالة ما من خلال عملك، فهل تعتقد أنه لا يزال ثمة إمكان لهذه الرسالة في هذا الزمن الفضائي المفتوح؟
لن
أتحدث في المثاليات، لكن بالنسبة إلي، لا يمكن أن أقدم حلقة بدون هدف. لا
أدّعي أني أسعى الى إصلاح الكون والمجتمع فأنا، كبرنامج، لست إحدى هيئات
المجتمع المدني، ولا مؤسسة حكومية يمكن أن تساعد الناس. قد نقوم بمساعدة
البعض، لكن دورنا الأساسي هو تسليط الضوء على المشاكل والقضايا التي جاء
معظمها مواد حصرية لبرنامجنا، وقد وصلنا لهذه الغاية، بكاميرا "أحمر بالخط
العريض"، الى أماكن قد لا تخطر في بال أحد، ولا يمكن تصوّرها. عملي... صدفة

دخلت عالم الإعلام لتحقيق رسالتك، أم أن الصدفة قادتك إليه؟
دراستي
العليا كانت في أهم جامعات بريطانيا في مجال العلاقات الدولية
والديبلوماسية، في وقت لم يشكل الإعلام أولوية لي. لكن الصدفة قادتني الى
خوض غماره، ووصلت الى مرحلة اكتسبت فيها ثقة المؤسسة اللبنانية للإرسال،
فأسندت إليّ برنامجاً من أهم البرامج الاجتماعية في العالم العربي. وأعتقد
أن ردود الفعل حتى الآن كانت إيجابية تجاهه، الأمر الذي جعل LBC تجدده في
الموسم الثاني.

توقعت هذه الضجة التي أثيرت حولك عند خوضك مجال الإعلام؟
الشهرة لا تهمني، والصحافة بالنسبة إلي لا تعني مدخلاً لي الى أن أصبح مشهوراً.... فهذا المصطلح ببساطة متناهية أرفضه.

هل حمّلك النجاح مسؤولية أكبر؟
لا
شك في أن أعباء النجاح كبيرة، خصوصاً أن برنامجي موجّه الى لبنان والعالم
العربي، لكن الحماسة تتجدد مع ردود فعل الناس بعد كل حلقة أكون قبلها قد
وصلت الى مرحلة التعب والإنهاك، فأقول "خلص... تعبت.. هذه الحلقة
الأخيرة"، لكن تقييمات الناس الإيجابية واتصالات التهنئة التي تصلني من
جميع أنحاء الدول العربية، وحتى المغرب العربي تجعلني أستعيد حماستي.

ما هي الخطوط الحمراء التي تضعها لنفسك، في حياتك وعملك؟
لا خطوط حمراء في حياتي، فأنا كتاب مفتوح، صريح وواضح.

وسياسياً؟
لا
أنتمي الى أي حزب، ولا أؤيد أي طرف. أنتمي فقط الى لبنان بعيداً عن أي
شعارات. لذلك أنتقد الطرفين الموالي والمعارض، فقد مللنا السياسة في
وجوهها ووجوه أصحابها... كافة، وبدون استثناء.

هل يفكر مالك مكتبي في الزواج، وهل يمكن أن يطول تفكيرك في الارتباط؟

مقدم احمر بالخط العريض: أنا جريء ولست وقحاً.. U

لا خطوط حمراء في حياتي

لا،
لأني أنوي الزواج مبكراً.. لا أريد أن أنسى نفسي. صحيح أن النجاح المهني
مهم، لكن لا أريد أن يُنسيني تأسيس عائلة. فشريكة الحياة أساسية في دفع
الرجل قدماً الى الأمام، وكذلك، جميل أن يكون فارق السن بين الأهل
وأولادهم معقولاً.

تقف عند مواصفات من ستشاركك الحياة؟
ثمة أساسيات في ذهني، كأن تكون امرأة عاملة، وصاحبة شخصية قوية، لها كلمتها... وتتحملني.

ونظرتك الى الارتباط العاطفي، هل تأثرت بعملك وانشغالك؟
لم تتغير بسبب الشهرة، لكن بسبب النضج في العمر والتجربة. الشهرة آنية، وغداً قد يتوقف البرنامج فينسى الناس من هو مالك.

أنت الرجل المثقف أقادر على إدارة حلقة عن الأميين مثلاً، وكيف يمكن أن تتعاطى مع هذه الفئة؟
هذه
الفئة موجودة، وتمثل في النهاية كياناً بشرياً، فأنا لا يمكنني أن أقدم
برنامجاً اجتماعياً وأنا بعيد عن الناس... مرة قابلت بان كي مون وكنت أول
صحافي عربي يحاوره. ودخلت قرية نائية في أبعد حدود في لبنان، لم تصل إليها
المياه بعد، وحاورت حالات فيها. فأنا معدّ ومقدم، وأرفض أن يُقال إني
مذيع، وأن أكون قارئاً لنص يعدّه لي الآخرون.

بين بان كي مون وأزقة مصر، وأبعد قرية نائية في لبنان... الى أين تصل طموحاتك؟
إذا
خُيرت بين إجراء حوار مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية اليوم، وأصغر
متسوّل في الطريق، أختار الأخير... لأنه ببساطة يؤمن لي مادة أكبر وأهم.

أخيراً، الى من تهدي نجاحك اليوم؟
الى كل فريق "أحمر بالخط العريض"، لأنه ليس برنامج مالك مكتبي فقط[/size]