باب الحارة يخيّب الامال!!
الجزء الثالث من مسلسل "باب الحارة" لم يكن في حجم الدعاية التسويقية والترويجية له، بل خيّب آمال الكثير من متابعي جزأيه السابقين. وكان واضحاً منذ بداية المسلسل الباهتة حتى الحلقة الثانية عشرة منه أن هناك خللاً في الحبكة الدرامية، إضافة إلى الحشو الزائد من الأحداث الثانوية لتمطيط مساحة الحلقات، والتي جاءت على حساب الأحداث الرئيسة، إذن هناك ضعف في البناء الدرامي للمسلسل
ومن دلائل ذلك الضعف في البناء الدرامي مشهد تهريب السلاح إلى الثوار، حيث لجأ العقيد "أبو شهاب" وجماعته من حارة الضبع إلى حيلة لوضع ذلك السلاح في تابوت امرأة توفيت، وهذه حيلة مكشوفة لدى الفرنسيين منذ بادئ الأمر، ولذا أمروا بتفتيش النعش، ثم تراجعوا بعد اصرار أبناء حارة الضبع على عدم فتحه، حتى لا تنتهك حرمة الميتة! ولا ندري لماذا يضعنا المؤلف في كل مشكلة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، مثل المشاجرات، فمثلاً الجميع يعرف العقيد "أبو شهاب" ورغم ذلك يتعرض أثناء سيره مع زوجته إلى "تلطيشها" من قبل أربعة شبان فيضربهم!
وكذلك مشاهد الأكل الكثيرة التي أصبحت مفروضة (ما كو شغل)، إلى جانب حديث "النسوان" والشتائم بينهن وضرب أم زكي لفوزية!
ناهيك عن التناقض الكبير في الشخصيات، خصوصاً "أبو غالب" من حارة النار الذي ظهر في الجزء الثالث قوي الشخصية لا يهاب أحداً، على العكس من الجزأين السابقين، حيث كان ضعيف الشخصية (يمشي عند الساس) طالباً الستر. ولا ندري ما السبب وراء اقحام حارة جديدة هي "الماوية" وعقيدها أبو عرب؟ وما دورها في الأحداث الرئيسة؟!
لا توجد حيوية في أحداث المسلسل ولا تغير منذ جنازة "ابو عصام" غير المقنعة، والحزن الذي خيّم على أسرته حتى الحلقة الثامنة التي حملت حدثاً جديداً، وهو زواج أبو شهاب من شريفة ابنة أبو حاتم (راعي القهوة).
أما الأخطاء الإخراجية فهي كثيرة، فمثلا عندما يضع أبو غالب الملح الإنكليزي (مسهّل) في كيس الطحين لفرن أبو بشير، وبعد أن يكتشف الأخير من المتسبب في ذلك يذهب إليه في حارة النار، ويتشاجر معه، إلا أن العقيد "أبو النار" يمنعه ويطرده من الحارة، وبعد فترة يمر أبو النار في حارة الضبع لتثمين بيت عمته حتى يعرضه للبيع يراه أبو شهاب وأبو حاتم، فلا يسلم عليهما، وبعد مرور فترة من الزمن يعود أبو النار إلى حارة الضبع، ومعه زبون يريد شراء منزل عمته، فيأتي أبو شهاب ليطرده من الحارة، لأنه طرد أبو بشير من حارته، هنا لا نقول إلا صح النوم!
وهل يعقل أن تحترق قهوة أبو حاتم في الليل (الحلقة 22) ويهب جميع رجال الحارة لإطفاء النار، وفي الصباح تكون القهوة كما يقول المصريون "زي الفل" ولا أثر للحريق، لأن "القهوجي" وبعض شباب الحارة جددوا القهوة، الكل يعلم أن الأثر لا يزول إلا إذا صبغ المحل سبع مرات. يبقى أن نقول إن الانطلاقة الحقيقية تأتي من منتصف المسلسل، وكان يجب أن تحذف الحلقات المحشوة ليُضغط المسلسل في 13 حلقة فقط