كنت أبكي وهم يخلعون حجابي عنوة، رغم بكائي أمامهم.. انتابتني نوبة إغماء من شدة حزني وبكائي وكنت أشعر وكأنني عارية خاصة أنني لم أخلع حجابي أمام الغرباء منذ عشر سنوات.. بهذه العبارات المؤثرة روت الفتاة المسلمة فاطمة غضبان "17 سنة" ما فعله معها رجال الشرطة الدنماركيون عندما تواجدت بالصدفة في مقدمة تظاهرة نظمها المسلمون والعرب في العاصمة كوبنهاجن في 13 كانون الثاني الجاري اعتراضا على المجازر الإسرائيلية، وفيما أبدى الإعلام الدنماركي تعاطفا مع فاطمة قال وزير العدل الدنماركي بريان مايكلش إن إجبار فاطمة على خلع حجابها بهذه الطريقة بدعوى تصويرها بدون حجاب أمر مؤسف.إلى ذلك، أعرب عدد من أعضاء البرلمان عن أسفهم لتصرف الشرطة مطالبين بفتح تحقيق مع المتورطين
تعاطف الإعلام الدنماركي مع الفتاة المسلمة المحجبة التي أجبرتها الشرطة على خلع حجابها بحجة تصويرها بعد اعتقالها في مظاهرة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة وقالت بعض الوسائل إن "فاطمة غضبان" 17 عاماً وقفت صدفة في مقدمة التظاهرة عندما أوقعها شرطي أرضاً ووضع رجله على رأسها لكي لا تتحرك، وقالت إنها كانت خائفة ومصدومة. وبعدها أخذتها الشرطة إلى المركز وأجبروها على خلع حجابها لمدة 12 ساعة ينظرون إليها مع علمهم بأنها مسلمة ولا ترضى بخلع حجابها، وقالت فاطمة "كنت خائفة وأبكي ولكنهم لم يهتموا لذلك" وبينت أنها شعرت وكأنها عارية أمامهم لأنها كانت ترتدي الحجاب وهي في سن السابعة من عمرها وأخيراً أغمي عليها ولم تتحمل أكثر من ذلك. وأحست ليلتها بالحزن ولم تستطع النوم لعدة أيام.
من جهة أخرى أكد وزير العدل ومسؤول رفيع في الشرطة أن تصوير المرأة المحجبة لا يلزمها خلع حجابها للتصوير، وما حدث في مركز الشرطة شيء مؤسف، بينما أعرب عدد من أعضاء البرلمان عن دهشتهم وأسفهم من سوء تصرف الشرطةمع فاطمة، وطالبوا بفتح تحقيقات مع الفاعل. وأكد مدير مركز "التوثيق والإرشاد" نيلس إيريك هانسن" أنه يتولى قضية أخرى حدثت في مركز للاجئين عندما أجبرت الشرطة لاجئة مسلمة على خلع حجابها للتصوير أيضاً، مع علم الشرطة بعدم قانونية أفعالهم ضد المسلمات المحجبات لوجود قانون يحميهن من خلع حجابهن. فيما أوضح الناطق الرسمي للشرطة في كوبنهاجن "فليمنغ ستين مونش" أنه إذا تمكنت أجهزة الشرطة من معرفة وجه الجاني فإنه ممنوع عليهم خلع حجاب المسلمة لأنه لا يفي بالغرض المطلوب وهو معرفة الوجه وليس الشعر، وفي نفس الموضوع أصدر وزير العدل بريان مايكلسن قراراً يقضي بمنع رجال الشرطة من توجيه أي كلمة عنصرية أو مسيئة للأقليات تنقص من قدرهم وإنسانيتهم وهدد بمعاقبة كل من يقوم بذلك، مؤكدا أنه عليهم مناداة المتهم بـ"أنت" أو "حضرتك" وعليهم احترام كل المعتقلين حتى المجرمين، وأن من أولويات الشرطة أن تكسب احترام المواطنين لا عداوتهم. بعد أن كثرت الشكاوى ضد رجال الشرطة لاستعمالهم كلمات بذيئة ومسيئة ضد المسلمين أثناء تظاهرة غزة في الدنمارك