نصرالله خالف وعده وتكلم قليلا مطلقا وعيدا :ماذا يحضر في الكواليس،بالتزامن مع شن إيران هجوم غير مسبوق بعنفه على الدول العربية من بيروت؟ طباعة البريد الإلكترونى
على الرغم من أنه كان قد وعد في كلمته العاشورائية أمس بأن يستفيض في الكلام اليوم ،فإن الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله تكلم الليلة في كلته العاشورائية قليلا جدا،بحيث اكتفي بإطلاق موقف لافت مفاده الآتي:قلنا في تموز 2006 ونقول اليوم لا تخافوا من انتصار المقاومة ،بل خافوا من خسارتها ،لأنها إذا خسرت فهي ،بكونها عملية مستمرة لا توقفها خسارة،تصبح بلا ضوابط .
وموقف نصرالله الذي أوصى حركة "حماس"بالتركيز على إلحاق أكبر خسائر بالجيش الإسرائيلي ،كان مدويا بالنسبة للبعض بسرعته ،على اعتبار أن تعمد التقليل في الكلام يأتي في ضوء التحرك الذي يقوم به أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي في كل من سوريا (حيث عقدت اللقاءات المهمة تخطيطا وتعليمات)ولبنان.
وفي اعتقاد المحللين أن ندرة كلام نصرالله تعود الى شيء ما يتم تحضيره في الكواليس.
ولا يستبعد هؤلاء بعد التطور الإسرائيلي المتمثل ببدء التوغل البري واتدعاء عشرات آلاف من الجنود في الإحتياط الإسرائيلي والكلام على عملية طويلة المدى الزمني ،أن يتم تحريك جبهات تهدف الى ترييح غزة ،في حال أبلغت "حماس"إيران بأنها فقدت توازنها في المواجهة .
وفي لبنان قال جليلي إثر لقاءات جمعته بالرؤساء الثلاثة :"ان ما يجري اليوم من أهوال في غزة، إنما يشكل مشهدا صارخا للاعتداء على البشرية، وهذا المشهد اللانساني أدى إلى انقسام للرأي العام على المستوى العالمي الى جبهتين متقابلتين: الجبهة الأولى تتمثل في الشعوب وأصحاب الضمائر الحرة واليقظة وهؤلاء الناس والجماهير يمتدون من أقصى نقاط في اميركا اللاتينية الى أقصى شرق آسيا، وترون بأم العين كيف أن هذه الجبهة الشعبية الجماهيرية الحرة، تنبري وتنزل الى الشارع وترفع الصوت عاليا لتعبر عن وقوفها وتضامنها الى جانب الانسانية المظلومة في فلسطين المحتلة.
أما الجبهة الأخرى، فقد تحولت الى جبهة تمثل العار في أوضح صوره، الذي يلحق بتلك الأصوات المزيفة التي لطالما ادعت طوال ردح من الزمن انها تشعر بالغيرة على الانسانية وعلى احترام حقوق الانسان، بينما نرى أصحابها اليوم أمام هذه الجريمة المروعة والارهابية التي تستهدف الفلسطينيين، نرى أنهم لا يكتفون ويلوذون بالصمت، إنما يبادرون الى أحكام الحصار والمساعدة على تنفيذ هذه الجرائم".
أضاف: "ان هذا الجبهة الكاذبة التي ادعت لفترة طويلة من الزمن انها تكافح الارهاب، نرى انها تساهم بأم العين، بأوضح وأجلى صور الارهاب الصهيوني البشع في حق الفلسطينيين في غزة، بالرغم من ذلك فإنها لا تدين ولا تستنكر ولا تشجب".
وسأل: "ترى كم يلزم من الوقائع المروعة كي تقتنع هذه الأصوات وهذه الجبهة بأن ما يمارس في فلسطين المحتلة وفي غزة من هجوم وحشي بربري وعسكري اسرائيلي، عبر الطائرات والدبابات مستهدفة الأبرياء والمدنيين العزل في المساجد والمستشفيات وفي الشوارع، كي يطلقوا صفة الإرهاب على ما يجري في غزة؟"، مضيفا "أن ما يجري في غزة، يكذب ما كانت تدعيه تلك الأطراف بأن لها اليد الطولى في تلك المنطقة، واليوم نرى أن هذه القوى الجائرة لم توفر هدفا إنسانيا، من مستشفيات ومدارس ومساجد، لم توفره هذه الأطراف الظالمة، الجائرة، لطالما كانت تظهر الشر لشعوبها، وتتغنى بإنتصاراتها واحتلالها للأراضي، في حروب لم تستغرق سوى ستة أيام، نراها اليوم وفي غزة، وعلى الرغم من مضي ثمانية أيام من الهجوم العسكري الإسرائيلي الوحشي، على هذه البقعة الجغرافية الصغيرة المحدودة، بإمكاناتها تفشل في تحقيق أهدافها المرجوة، سوى سفك الدماء".
ورأى أن "ما يجري في غزة من أحداث، بمثابة إنكشاف للأطراف التي حاولت لفترة طويلة من الزمن، الترويج لفتن تعمل من خلالها على زرع بذور الخصومة والضوضاء والبغضاء، التي تكنها لشعوب المنطقة، محاولة الترويج لفتن مزيفة بين عربي وأعجمي، أو بين سني وشيعي، محاولة الهروب الى الأمام، للتخلص من العداوة التي تكنها شعوب المنطقة لها، واليوم نرى الدماء الزكية التي تسقط على أرض فلسطين استطاعت صنع المعجزة، بتوحيد الجميع، مسلمين سنة وشيعة وعرب وعجم، وتوحيد كل أصحاب الأفئدة والقلوب على مستوى الأمة والعالم، والعمل بشكل متكاتف، لوضع حد لهذا المأساة الإنسانية الكبرى التي تجري على أرض فلسطين، وهذا التضامن شكل سببا أساسيا للفشل الذي مني به العدو الإسرائيلي".
وبعد لقائه الرئيس فؤاد السنيورة سئل الجليلي عما إذا كان سوف يلتقي نصرالله فأجاب:"لا"!