كثرت التأويلات والإشاعات عن حقيقة ما تعرضت له، فهل لك أن تخبرنا عن تفاصيل الحادث؟
كنت عائداً من عشاء مع الأصدقاء، ومرت بجانبي سيارة نيو رانج فيها ثلاثة شبان يتحدثون بلهجة محلية لبنانية، سألني أحدهم عما إذا كنت أعرف أين يقع مجمع الرمال، فقلت لهم أن يتبعوني على الأوتوستراد. وعندما وصلنا إلى مفرق الطريق البحري الذي يؤدي إلى المجمع، أشرت إليهم بيدي ليسلكوا المفرق.
قيل إنك طلبت منهم أن يتبعوك من ثم قدت سيارتك أمام المجمع؟
لا أبداً، الطريق هناك مقفر في الليل وحتى في النهار، ولا أسلكه عادة، كل ما فعلته هو اني أشرت إليهم بيدي أن يدخلوا إلى المفرق، فأشار أحدهم إلي طالباً مني التوقف، فتوقفت على جانب الطريق، وتحديداً تحت الجسر، ثم ترجل من السيارة وأمسك يدي. ظننت للوهلة الأولى أنه يريد أن يلقي التحية، لكنه لوى يدي بطريقة مؤلمة، فقلت له يبدو أنك لا تريد أن تسلم علي بل تريد سرقة سيارتي، وبالفعل حمل المفتاح ورماه أرضاً.
ألم يكن حينها عرف هويتك؟
بلى، قال له أحد أصدقائه: هذا الإعلامي نيشان، اتركه لا بد أنه مدعوم (يشرد قليلاً ثم يقول) علي أن أدلي بهذه المعلومة للتحقيق.
هل توقف عندما عرف هويتك؟
لا، فقد أخذت حينها هاتفي الخليوي فظن هو لوهلة أني أتناول سلاحاً، وما إن شاهد الهاتف في يدي حتى رماه أرضاً في السيارة وضربني بشدّة على وجهي، حاولت إخفاء وجهي بيدي وما لبث أن ضربني مرّة ثانية فشعرت بأنّ فكي انكسر، وشعرت بألم شديد.
سيارة من دون لوحة..
هل غبت عن الوعي؟
في البداية اتصلت بطبيب أسناني وشرحت له ما تعرضت له وطلبت منه أن يوافيني إلى مكان وجودي
لا، بقيت محتفظاً بوعيي، وكنت على يقين أن المجرم سيعود إلى مكان الجريمة لذا كان علي الانتظار لمعرفة هوية الفاعلين.
ألم تشاهد رقم السيارة؟
السيارة كانت من دون لوحة، ولو لاحظت هذا الأمر لما كنت توقفت بناءً على طلبهم، لكني لم أشاهد اللوحة إلا بعد أن غادروا.
ماذا فعلت بعدها؟
تبعتهم بسيارتي، فصعدوا على جسر الضبية فتبعتهم، وكنت في هذا الوقت أمسك فكّي بيدي، وقال لي الطبيب لاحقاً إني لو لم أمسك فكي لكان وضعي أصعب بكثير، فأجبته إني درست علم الأحياء وليس الإعلام وأني على دراية بما فعلت. وأثناء قيادتي السيارة شعرت بأني اختنق لأن الدماء كانت حينها قد ملأت فمي، فسارعت إلى إيقاف سيارتي وتجمّع الناس من حولي.